أول من آمن وأول من استشهد

الاثنين، 6 مايو 2013 | التعليقات

أول من آمن وأول من استشهد

هل نعرف أن آول من آمن بالاسلام امرآة وأن أول من ضحى بحياته في سبيله امرآة أيضا؟

كانت الأولى خديجة زوجة الرسول < صلى الله عليه وسلم> الاولى وكانت الثانية هى سمية بنت عمار التي استشهدت تحت التعذيب الذي مارسه القرشيون ضدها وضد أسرتها التي تتكون من زوجها وابنها، عقابا لهم على إيمانهم بالاسلام فاقتادوهم إلي الصحرا ء وعنفوهم إلى آن فاضت روح سمية ولعل خديجة بنت خويلد تمثل أكثر من غيرها ارتباط الوضع النسائي قبل الاسلام بما بعده في بعض جوانبه الايجابية. ولم تكن خديجة من الفئات النسوية المستضعفة التى أشرنا إلى أوضاعها قبل الاسلام بل كانت تتوفر على العديد من المكتسبات التي عززها الإسلام فيما بعد بالنسبة للمرآة.

كانت خديجة تنتمي إلى أسرة كبيرة في قبيلة قريش التي تقطن مكة، وكانت امرأة واثقة من نقسها، متحكمة في مصيرها، تتوفر على ثروة، وتمارس التجارة الطارجية، كشأن أثرياء قبيلتها الذين وصف القرآن رحالاتيم التجارية السنوية فى صيغة بالغة الجمالوالإيحاء إ "لايلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء وصيف , كانت خديجة بنت خويلد توظف مالها في القوافل وتشغل رجالا يشرفون على تجارتها مقابل نسبة من المداخيل آلتي يحصلون عليها، فى هذا الاطار تعرفت على الشاب القرشي، محمد بن عبد الله بن عبد اللمطلب،
الملقب بالامين، قبل نزول الوحي عليه < صلى الله عليه وسلم> بخمسة عشرة سنة، حيث أعجبت بأخلاقه وأمانته وسلوكه، فاستأمنته على مالها فى رحلة القوافل التجارية القرشية إلى الشام.

كانت خديجة بنت خويلد تاجرة. ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضارب. إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول الله < صلى الله عليه وسلم> ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام يقال له ميسرة.

تزايد إعجاب خديجة بالنبي بعد عودته من تجارتها بالشام إذ لمست أمانته وصدقه، وقد قادها ذلك إلى خطوة حاسمة في حياتها، تدل على ذكاءها وصدق فراستها من جهة. وعلى ثقتها في نفسها وتحكمها في مصيرها الذاتي من جهة أخرى، ولذلك كانت البادئة بطلب الزواج من
الرسول < صلى الله عليه وسلم> إذا اقترحت عليه أن يتزوج بها '،

"يعثت إلى رسول الله < صلى الله عليه وسلم> فقالت له فيما يزعمون: يا ابن العم، إني قد رغبت فيك لقرابثك، وسلطتك في قومك وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها.، ورغم أن خديجة كانت آكبر من الرسول سنا، وإنها تزوجت قبله مرتين،
فقد بارك أهله هذا الزواج:
فلما قالت ذلك لرسول الله < صلى الله عليه وسلم> ذكر ذلك لأعمامه فخرج مع حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتنوجها،
ويبدو من خلال ظروف هذا الزواج أن اختيار المرأة لزوجها كان معمولا به فى مكة قبل الاسلام، وقد ظل هذا السلوك متواجدا بعده، إذ أننا نجد روايات عن نساء وهبن نفسهن للرسول < صلى الله عليه وسلم> فى كتب الأحاديث كصحيحي البخاري ومسلم، كما آن القرآن أكد جود الممارسة في سورة الأحزاب (الاية 49 ")

تروى لنا كتب السيرة الكثير عن هذه العلاقة الإنسانية والصادقة والمتينة بين الرسول < صلى الله عليه وسلم> وزوجته خديجة كانت ثقتها فيه كبيرة إلى حد أنها لم تشك لحظة قي صدق نبوءته وكانت أول من آمن به، وقد لعبت هذه المرآة المتميزة دورا أساسيا في تعزيز الدعوة الاسلامية منذ بدايتها.

لم تكن مسؤولية خديجة تجاه زوجها انبي تنحصر في الايمان به وبرسالته، ولكنها لعبت دورا أساسيا في الدعوة الاسلامية منذ
ا نطلاقتها، حين وفرت للرسول < صلى الله عليه وسلم> قسطا كبيرا من ا لاستقرا ر المادي والمؤازرة المعنوية خلال السنين الصعبة من حياته في مكة، حيث استشعر القرشيون خطر الديانة التوحيدية الجديدة من مصالحهم ومعتقداتهم الوثنية، وأعلنوا حربا شرسة على النبي وآنوه ومارسوا العنف ضد من تبعه وآمن بدعوته.

دامت هذه الحياة الزوجية المنبنية على الوفاء والثقة خمسا وعشرين سنة إلى أن توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنوات، وبذلك لم تعش إلى جانب زوجها الذي أزرته بكل إمكانياتها وطاقاتها، ولم تشهد إلى جانبه < صلى الله عليه وسلم>  فترة الاستقرار التي تأسس فيها المجتمع الاسلامي الأول في ا لمدينة.
.. قضى الرسول مع خديجة زهرة شبابه، فلم يتزوج عليها، ولا أحب أحدا مثل حبه لها ,إن الجميل حقا هو أن الرسول < صلى الله عليه وسلم> اعترف بحبه لهذه المرأة المتفردة طيلة حياته، وعبر عن حنينه الدائم لذكزاها، وكان يقول عنها: ... لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني النلس »

يا له من اعتراف نبيل من إنسان كلف بتبليغ رسالة سماوية تجاه زوجته.


روابط الموضوع قابلة للنسخ
URL
HTML
BBCode
:

 
Support : Creating Website | EFTAKHIR | افتخر copyright © 2013. افتخر | EFTAKHIR - All Rights Reserved